إلى أين تتّجه المنطقة؟

أسئلة كثيرة تُطرَح حول هذه الصفقة ماذا تريد أميركا والعرب من المنطقة تحديداً من كل من لبنان، فلسطين، سوريا،  واليمن وكذلك من إيران اللاعب الأخطر الأبرز في المنطقة؟. هل بدأ العمل الفعلي لتنفيذ صفقة القرن؟

 بعد سنة على اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في ظلّ صمت عربي واضح ومساندة الكثير من دول الخليج لقراره الذي أخفى في طيّاته الكثير من الأحداث؛ منها قدّم ما تبقّى من القضية الفلسطينية والتضييق على الفلسطيني للقبول بحل الدولتين، ولكن في ما يخدم العدو ويجعله الآمر والناهي، قيام دولة فلسطين ولكن القدس ليست عاصمتها. أمر مخزٍ أن يتطاول العرب قبل أميركا وإسرائيل على القدس الشريف ويسهّلون إهداء القدس. تمكّن ترامب من وضع إستراتيجية مُحكَمة تبدأ بهذا الاعتراف وتنتهي بتمهيده لصفقة القرن التي تبدأ من فلسطين المحتلة، ولكن لا نعلم إلى أين تصل هل تريد أميركا مواجهة مع إيران وكما صرَّح الأمين العام لحزب الله إنها ستكون مواجهة شرِسة تمتد إلى المنطقة كلها ولن تطال إيران فقط.

القدس المنسي إلى أين ؟

تشهد المنطقة في كل يوم مشهداً يمكن وصفه في المشهدية المُستفزّة  للجمهورية الإيرانية؛ تارة تستهدف ناقلة نفط وتوجّه أصابع الاتهام إلى إيران، تارة أخرى طائرة إستطلاع أميركية في الأجواء الإيرانية ماذا تفعل؟ ماذا تريد؟ ألم تكن تتوقّع ردَّاً من إيران؟ وقال الحرس الثوري الإيراني إنه أسقط طائرة من دون طيَّار أميركية بعد أن دخلت المجال الجوي الإيراني، قرب كوهموباراك في إقليم هورموزكان الجنوبي. في حين تنفي القيادة الأميركية الأمر. هذا الحدث أربك الأجواء حينما غرَّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً "لقد ارتكبت إيران خطأ كبيرا". هل أراد ترامب إنتهاك المجال الجوي الإيراني من دون ردّ ، أو أنه يحاول إيصال رسالة إلى الجمهورية الإيرانية نحن في مجالك الجوي ولكن لا يمكن الردّ فنحن أميركا الدولة العظمى نأخذ كل ما نريد من دون رد؟هل هو إستعلاء أميركي أم استفزاز كاد يُشعِل المنطقة بعدما قال الحرس الثوري الإيراني إن في إسقاط الطائرة "رسالة واضحة" للولايات المتحدة.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، قوله:" "حدودنا هي خطوط حمراء، وسوف نردّ بقوّةٍ على أيّ اعتداء ... إيران لا تسعى إلى الحرب مع أيّ بلد، لكننا مُستعدون تماماً للدفاع عنها".

وهل أراد ترامب فعلاً توجيه ضربة عسكرية ضد أهداف مُحدَّدة إيرانية؟ لماذا تراجع ترامب عن ضربة مُخطَّطة لإيران في وقتٍ متأخرٍ من مساء الخميس؟ هل هذا الرد وليد الساعة أم أن هناك خططاً عسكرية مُعدَّة وجاهِزة لضرب إيران وكل مَن يساندها ؟ هل كانت ستتحرَّك إسرائيل ضد حزب الله بعدما وجَّهت تهديداً مباشراً لحزب الله في نفس التوقيت تقريباً ؟

مصير المنطقة إلى أين؟ بدأت خيوط الصفقة تنكشف شيئاً فشيئاً. لبنان أعرب عن رفضه صفقة القرن ولن تكون على حساب القضية الفلسطينية ، ولكن ما هي عواقب هذا الرفض هل هي عقوبات ستُفرَض على لبنان؟ رفض لبنان لمسألة توطين الفلسطينيين والنازحين السوريين ما عواقبه؟ هل ستوجَّه ضربة ضد لبنان من قِبَل صانِع الصفقة إسرائيل في ظلّ غطاء أميركي-عربي أم أن المساعدات المالية والعسكرية ستتوقّف؟ ما هي أنواع الضغوطات التي ستواجِه لبنان والدولة اللبنانية ؟ هل سيدخل لبنان في المجهول؟ كيف سيواجِه لبنان كل هذه الضغوطات الداخلية قبل الخارجية نظراً إلى تبايُن وجهات نظر الأفرقاء اللبنانيين حول صفقة القرن؟

أسئلة كثيرة تُطرَح حول هذه الصفقة ماذا تريد أميركا والعرب من المنطقة تحديداً من كل من لبنان، فلسطين، سوريا،  واليمن وكذلك من إيران اللاعب الأخطر الأبرز في المنطقة؟. هل بدأ العمل الفعلي لتنفيذ صفقة القرن؟ ولكن أمام هذا التأييد الكبير من الخليج والصمت المُبكي لما وصل إليه العرب من مشروع بيع ما تبقّى من فلسطين، نجد رجالاً مقاومين شرفاء لم يقعوا ويقبعوا تحت التهديدات الأميركية من خلال فرض عقوبات عليهم بتشجيعٍ إسرائيلي خليجي، بل زادتهم قوّة وعزيمة على التمسّك والتماسُك مع دول وشعوب عربية تسعى إلى الحفاظ والتمسّك في فلسطين الدولة العربية وعاصمتها القدس ، وليس إقامة دولة فلسطينية جديدة على أراضي قطاع غزّة والضفة الغربية حسب صفقة القرن الأجدر في  تسميتها صفقة بيع فلسطين. هل يسعى ترامب إلى أعمالٍ استفزازيةٍ ضد إيران لعلّ ذلك يستدرجها إلى الحوار مع أميركا وتحقيق مسعاه ومسعى إسرائيل في رضوخ إيران لصفقة القرن والضغط على حلفائها أيضاً مثل سوريا وحزب الله؟ وَقْف المساعدات العسكرية وانسحاب من تأييد اليمن وكذلك القضية الفلسطينية. وهكذا تضيع القضية الفلسطينية ويسود المنطقة الهدوء وتدخل  في مرحلة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.مؤتمر المنامة هو بَيْع رسمي لفلسطين المحتلة من العرب أولاً بتنسيق مع راعي صفقة القرن الولايات المتحدة. مَن سيوقِّع على صفقة القرن المُخزية للعرب قبل الفلسطينيين؟ لأنه في طبيعة الحال فلسطين ستبقى محتلة من العدو حتى يتم تحريرها من الصهاينة وحتى العرب أنفسهم الذين لا ينفكّون عن المُتاجرة في حقوق الفلسطينيين ومحاربة الدول التي تقف ضد التطبيع مع إسرائيل والمقاوِمة لصفقة القرن. ما مصير هذه الصفقة ؟ مَن سيُحارب مَن؟ المنطقة تحت الحماية الإيرانية في ظل مساعدة قوى المُمانعة؟ هل سيُحيَّد لبنان عن المواجهة المُحتمَلة أمْ كما قال السيّد حسن نصرلله إيران خط أحمر مَن يعتدي عليها فهو يعتدي على المقاومة ذاتها. هل المنطقة على وشك الانفجار؟ هل تريد إسرائيل إذلال إيران عبر الولايات

المتحدة وإخضاعها  لصفقة القرن؟ هل إيران قادِرة فعلاً على مواجهة أميركا وإسرائيل معاً ومن جهة أخرى عداوات بعض دول الخليج لها؟ ماذا تُخبِّئ الأيام المُقبلة لإيران بعدما فُرِضَ عليها المزيد من العقوبات ولكن ذلك لم يُثنها عن الوقوف في وجه ترامب وعجرفته ، والقول له إيران خط نار لا تقترب أكثر؟ الاعتداء عليها يعني إشتعال حرب لا تُحمَد عُقباها.

لبنان في وجه صفقة القرن إلى أين ستقوده هذه المواجهة الخضوع أم المواجهة؟ بإنتظار أن تتضّح الصورة تبقى المنطقة على شفير الإشتعال ولكن لا نعرف متى تبدأ ومتى وكيف تنتهي. مَن الرابِح والخاسِر من هذه الصفقة ؟ أم أن الوقوف في وجه ترامب وصفقة القرن سيُنهي الصراع العربي الإسرائيلي؟