معرض صوَر ورسومات في كراكوف البولندية بذكرى النكبة الفلسطينية
المعرض جزء من خطة طويلة المدى تستمر حتى نهاية العام الحالي، وذلك لإحياء ذكرى النكبة وللتأكيد على التضامن مع شعب فلسطين، وتقديم وشرح قضيته ومعاناته للجمهور البولندي، الذي يجهل الصراع العربي الصهيوني، ولا يعرف حقيقة مشروعه الاستعماري واحتلاله لفلسطين وبقية الأراضي العربية المحتلة.
شهدت مدينة كراكوف البولندية، التاريخية، العريقة، نشاطاً فلسطينياً بولندياً إحياءا لذكرى مرور 71 عاماً على النكبة الفلسطينية. جاء توقيت النشاط في أوقات تعجّ بها كراكوف بالنشاطات الصهيونية، المحتفلة بذكرى احتلال فلسطين وتأسيس الكيان الصهيوني.
على أثر ذلك ارتأت الفنانة البولندية دومينيكا روجانسكا والكاتب الفلسطيني نضال حمد، الناشطان ضمن مجموعة فلسطين بالبولندية، ضرورة إقامة معرض صوَر ورسومات فلسطيني، بولندي، يحاكي ذكرى النكبة والنكسة الفلسطينيتين.
قاما بالتحضير لذلك بالتنسيق مع اتحاد الجاليات والمؤسّسات الفلسطينية في أوروبا، والحملة العالمية للعودة إفلسطين ومقرّها بيروت، و جمعية الأعمال المضادة للتخريب، بيت المبادرات الاجتماعية البولندية.
المعرض جزء من خطة طويلة المدى تستمر حتى نهاية العام الحالي، وذلك لإحياء ذكرى النكبة وللتأكيد على التضامن مع شعب فلسطين، وتقديم وشرح قضيته ومعاناته للجمهور البولندي، الذي يجهل الصراع العربي الصهيوني، ولا يعرف حقيقة مشروعه الاستعماري واحتلاله لفلسطين وبقية الأراضي العربية المحتلة. كما أنه ليس على دراية بواقع حال ملايين اللاجئين الفسلطينيين، الذين طردتهم العصابات المسلحة اليهودية الصهيونية، من ديارهم سنة 1948، ولازالوا حتى يومنا هذا يقطنون في المخيمات.
أفتتح المعرض يوم 25 أيار – مايو من قِبَل الناشط البولندي فيليب كوفالتشيك ممثل دار زفروتنيسا، التي تستضيف معرض الصوَر واللوحات عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث سيستمرعلى مدار أيام عديدة من الرابع وحتى الثامن من شهر حزيران – يونيو الجاري، ليترافق أيضاً مع ذكرى النكسة العربية الكبرى، واحتلال الصهاينة لبقية أرض فلسطين ولأراض عربية أخرى. وفي ذكرى غزو لبنان سنة 1982 ومع أيام القدس والطفل واللاجئ العالمية.
تجدر الإشارة إلى أنه سبق لدار زفروتنيسا، أن استضافت وشهدت العام الفائت أعمال معرض النكبة الفلسطينية، الذي خصص لمسيرات العودة في غزّة، وللقدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، وضم مجموعة كبيرة من الصوَر القديمة قبل النكبة عن مدن وبلدات فلسطين. فكانت منطلقاً لمعارض الصوَر التي شهدتها مدن بولندية أخرى. أما هذا العام فيأتي المعرض ضمن سلسلة من العروض الفلسطينية البولندية، التي ستشهدها أيضاً مجموعة من المدن البولندية، وستستمر من الآن وحتى نهاية العام الجاري للتعبير عن التضامن مع فلسطين.
بعد ترحيبه بالضيوف وتعريفه بالقائمين على المعرض أعطى ممثل الدار الكلمة للقائمين على أعمال المعرض، الكاتب والإعلامي الفلسطيني نضال حمد والفنانة البولندية دومينيكا روجانسكا..
في معرض حديثه قال حمد إن المعرض يفتتح في هذا اليوم 25 أيار وهو يوم النصر والتحرير في لبنان. وداعب الأصدقاء والصديقات بالقول إنه أيضاً يوم عيد ميلاده الشخصي. وأضاف إن المعرض يأتي متزامناً مع ذكرى النكبة، ليقدم للمشاهدين وللمهتمين البولنديين معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم، التي لازالت مستمرة منذ سنة 1948 وحتى يومنا هذا. كما أشار الى أن الصورة ربما تكون أحياناً أبلغ من الكتب والمقالات والتقارير والكلمات. لأنه بأمكانها إيصال الرسالة من دون عناء، فهي وحدها تتكلم عن نفسها وعن الواقع.
المعرض المزدوج يضم صوَراً فوتغرافية التقطها نضال حمد في المخيمات، بالإضافة إلى لوحات فنية للفنانة دومينيكا روجانسكا، التي قامت برسمها على مدار ثلاث سنوات. لوحات تظهر فيها واقع الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
يضم معرض نضال حمد مجموعة صورة فوتغرافية قام باختيارها من ضمن مئات الصوَر، التي كان التقطها في المخيمات الفلسطينية في لبنان على مدار 15 عاماً متواصلة. ركّزت مجموعة منها على شبكات الكهرباء العشوائية في المخيمات، وعلى أسلاك الكهرباء الخطيرة، التي تملأ أزقة وطرقات وزواريب تلك المخيمات، حيث تعجز الهندسة العالمية عن إيجاد مثل هذه الابتكارات... وذكر حمد بجملة " لكن للضرورة أحكام " قالها له أحد شباب مخيم برج البراجنة، أثناء قيامه بالتصوير هناك.
مخيم ( برج البراجنة) يتميّز عن غيره من المخيمات بسوء الحال كهربائياً. فالأسلاك الرهيبة أودت بحيوات عشرات الفلسطينيين .. إذ أن أكثر من خمسين شخصاً صعقتهم وقتلتهم الكهرباء في مخيم برج البراجنة وحده.
وتابع حمد كلامه لزوار المعرض:
كأن الحروب والمعارك والحصارات والأمراض والبطالة والضياع وصعوبة الحياة لا تكفي أهل المخيمات. لتضاف إلى قائمة مشاكلهم الطويلة، مشكلة خطيرة ألا وهي الكهرباء. عدو مميت جديد يدخل قائمة أعداء شعب فلسطين.
ضمّت الصوَر أيضاً لقطات من المخيمات، لقطات سريعة، قوية ومؤثرة، تظهر فيها آثار الاشتباكات وما نتج ننها من دمار في مخيم عين الحلوة. إلى جانب صوَر لأطفال وأزقّة وطرقات وحارات، وأخرى لتلامذة وتلميذات المدارس، في عين الحلوة وصبرا وشاتيلا والبرجين الشمالي والبراجنة ومخيم مار الياس.
الفنانة دومينيكا روجانسكا
شاهدت الحياة اليومية في المخيمات عبر الصوَر واللقطات المصوّرة، تأثّرت بها وحركّت مشاعرها، فحوّلتها إلى لوحات ناطقة بعذاب ومعاناة شعب فلسطين في الشتات.
في حديثها للمشاركين في المعرض قالت إنها تقدّم من خلال لوحاتها المخيمات الفلسطينية في لبنان كما هي، بأسلوب فني خاص بها.
تسأل روجانسكا وتجيب: لماذا المخيمات الفلسطينية:
" اللوحات هذه هي جزأ من رسومات أعدددتها لإصدارها ونشرها في كتاب عن المخيمات الفلسطينية في لبنان. اللوحات تجسّد واقع حال مخيمات عين الحلوة وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا في لبنان. حيث يعيش عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، الذين طردتهم من ديارهم المحتلة، العصابات الصهيونية عقب احتلالها لفلسطين سنة 1948. جدير بالذكر أن تعداد المخيمات الفلسطينية في لبنان يصل إلى 12 مخيماً يقطنها اللاجئون منذ النكبة سنة 1948".
يستمر العرض في كراكوف من الرابع من حزيران - يونيو وحتى الثامن منه، بحيث يتم فتح أبواب المعرض، أمام الزوار والمهتمين يومياً، في التوقيت التالي، من الثلاثاء حتى الجمعة من الساعة السادسة حتى الثامنة مساء، ويوم السبت آخر أيام المعرض من الساعة الرابعة عصراً حتى السادسة، في مقر دار المبادرة زفروتنيتسا. ومن المتوقع أن تشارك في المعرض شخصيات فنية واجتماعية وأكاديمية بولندية.
دومينيكا روجانسكا
مولودة في مدينة كراكوف البولندية ودرست في كلية الفنون الجميلة هناك، وكذلك في مدينة لايبزغ الألمانية. سبق لها أن نالت جائزة أفضل رسم في مسابقة عالمية للملصقات جرت ببولندا سنة 2002. تعتبر روجانسكا أول من فاز بتلك الجائزة. وهي ناشطة في مجموعة فلسطين بالبولندية، كما أنها من المناصرات والناشطات المعروفات في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
أما الكاتب والصحافي الفلسطيني نضال حمد
فهو إبن المخيمات الفلسطينية في لبنان، ولِدَ في مخيم عين الحلوة، وأصيب بحراح بليغة في ثاني أيام مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا سنة 1982. يقيم وينشط ويعمل في أوروبا منذ سنة 1983. وهو ناشط ميداني، على الصعيدين السياسي والثقافي، وكذلك في مجالات الصحافة والإعلام والتضامن مع فلسطين. هو أيضاً من مؤسّسي اتحاد الجاليات والمؤسّسات الفلسطينية في أوروبا، ورأس الجالية الفلسطينية في النرويج لسنوات عديدة. وله العديد من المؤلفات المطبوعة والمنشورة.