يقظة الغول الداعشي

ثمانية تفجيرات دموية (حتى لحظة كتابة هذا المقال) في بغداد وحدها. سبقها تفجيرات وعمليات قتل دموية في النجف وإسطنبول ومن قبل في برلين. داعش يستيقظ مجدداً ويضرب بكل وحشية ضد المدنيين والأحياء السكنية.

داعش ومن يقف خلفه يريدون تدمير أمن العاصمة وتحويلها إلى مسرح للعنف
إنها الحرب بالإنتحاريين والسيارات المفخخة تدمي شوارع وأسواق وساحات المدن العراقية ولاسيما بغداد. لا أهداف عسكرية أو حيوية سوى المدنيين والحياة اليومية للعراقيين. بهذا المسلسل الدموي الناشط منذ أسابيع، لم تعد الجبهة المشتعلة بين العراق وتنظيم داعش تقتصر على خطوط القتال التقليدية في منطقة الموصل. 


التنظيم الذي تتآكل مناطق سيطرته، أيقظ على ما يبدو خلاياه النائمة ومجموعاته الأمنية للعمل بكل طاقاتها، بحيث تنقلت الهجمات الإنتحارية والتفجيرات في مناطق متفرقة من بغداد بعد أن جالت على مناطق أخرى قبل أيام بأساليب هجومية متنوعة. ما يدل على أن داعش حضر ونسّق طويلاً لمثل هذه الهجمات الإرهابية. هجمات من الواضح تركيزها على ضرب الجبهة الداخلية ونسف التماسك الوطني، إضافة إلى نيّة هدر دماء أكبر عدد ممكن من العراقيين.


بدا واضحاً أن داعش ومن يقف خلفه يريدون تدمير أمن العاصمة وتحويلها إلى مسرح للعنف. ما يتوخاه الإرهابيون مزدوج:

أولاً تأليب الرأي العام على القوى الأمنية المولجة بالأمن، والتحريض على القيادة السياسية وإظهارها في موقع العاجز. 
ثانياً محاولة استجرار ردود فعل وارتدادات أمنية ذات صبغة طائفية يتمناها التنظيم الإرهابي منذ أن زج بانتحارييه منذ سنوات داخل المناطق السكنية والمساجد وأماكن العبادة، من دون تمييز بين طائفة وأخرى. 


من جهة ثانية، هي حرب من نوع جديد لا تأخذ بعين الاعتبار أية محرمات إنسانية أو أخلاقية، وهي بفعل وحشية منظميها والآمرين بحصولها لا تقيم وزناً للحياة البشرية، تماماً كما كانت بداية التنظيم في الموصل حين خرج مسلحوه إلى الشوارع وأردوا مئات المواطنين من دون تدقيق في هوية أو لون أو انتماء...