المبالغة في الاحتفاء بترامب دليل على ضعف العرب والمسلمين

كان ترامب خلال زيارته للسعودية، واجتماعه بقادة العرب والمسلمين، وفي خطابه أمامهم كاذباً ومتناقضاً بوضوح مع ترامب الحقيقي المعادي لهم ولدولهم ولدينهم، والمؤيّد القويّ للصهاينة.

ترامب لم يقدم للفلسطينيين شيئاً رغم الكرم الحاتمي، ورقصات السيوف المرصّعة بالجواهر التي لقيها في السعودية!
عومل ترامب خلال زيارته للسعودية بحفاوة مبالغ فيها، وكزعيم أميركي عظيم، وصديق للعرب والمسلمين، وقاهر للإرهاب والإرهابيين، وحامي حمى العروبة والإسلام، ومنقذ منتظر لدول الخليج من "التهديد الإيراني" المزعوم أميركياً وخليجياً، والذي تستغله الولايات المتحدة لابتزاز تلك الدول والتحكّم بمصير المنطقة !

هذه الحفاوة السعودية الخليجية العربية الإسلامية التي لا يستحقها ترامب، أظهرت بوضوح ضعف العرب والمسلمين، وتملّقهم لرئيس مرفوض أميركياً ودولياً. مظاهر الإبتهاج الرسمي المبالغ فيها، وحضور قادة وممثلون لـ43 دولة عربية وإسلامية لهذا الاجتماع يثبت بوضوح إفلاس هذه الأمّة سياسيّاً وعسكريّاً وأخلاقيّاً، وانبطاحها للإرادة الأميركية، وفقدانها لكرامتها، وعجزها عن حماية أوطانها ومواطنيها. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كم زعيماً عربياً وإسلامياً من الذين  تشرّفوا بحضور مؤتمر ترامب سيحضرون مؤتمراً عربياً أو إسلامياً يعقد لبحث تهويد القدس والتصدّي لجرائم إسرائيل؟

كان ترامب خلال زيارته للسعودية، واجتماعه بقادة العرب والمسلمين، وفي خطابه أمامهم كاذباً ومتناقضاً بوضوح مع ترامب الحقيقي المعادي لهم ولدولهم ولدينهم، والمؤيّد القويّ للصهاينة. لقد دعا خلال حملته الإنتخابيّة إلى حرمان المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وقال أيضاً الإسلام يكرهنا (الأميركيين) "Islam hates us ". هذا الرجل الذي يعتبر الإسلام والمسلمين أعداءه، وأصدر قرارات رئاسيّة عنصريّة ضدّهم، قال في السعودية إن الإسلام واحد من أديان العالم العظيمة "Islam is one of the world’s great faiths" ، وإن المعركة الحالية ضدّ الإرهاب هي ليست بين الديانات المختلفة، وإن أكثر من 95% من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين. لقد ذكر هذه الحقائق التي تتناقض مع ما يؤمن به لتضليل المسلمين والضحك عليهم وابتزازهم.

لقد اختتم جولته في المنطقة بخطاب ألقاه خلال زيارته "لمتحف إسرائيل"  في القدس المحتلة أظهر فيه إنحيازه الكامل لإسرائيل، وتجاهله للفلسطينيين، وتأييده لجرائم الإستيطان والمستوطنين، ولم يذكر حل الدولتين، ولبس القلنسوة اليهودية، وصلّى على حائط المبكى، وقال إنه متيّم بحب إسرائيل وشعبها، وإنّه سيحميها عسكرياً، ويدعم احتلالها في المحافل الدولية، وأمر بتقديم 75 مليون دولار هديّة لها لتطوير نظامها المضاد للصواريخ في اليوم الذي غادر فيه تل أبيب.  

الرابحون من زيارة ترامب هم اليمين الأميركي المعادي للعرب والمسلمين، ونتنياهو ويمينه المتطرّف، والخاسرون هم حكّام الخليج الذين تباروا في دفع مئات المليارات كرسوم حماية ستذهب أدراج الرياح لأن أميركا تبتزّ عملاءها ثم تتخلّى عنهم، والعرب والمسلمون الذين حضروا المسرحية ولم يحصلوا إلا على الخيبة، والفلسطينيون خرجوا "من المولد بلا حمص" ولم يفعل لهم ترامب شيئاً رغم الكرم الحاتمي، والحفاوة المبالغ فيها، والتطبيل والتزمير، ورقصات السيوف المرصّعة بالجواهر التي لقيها في السعودية!

تداعيات هذه الزيارة على المنطقة ستكون خطيرة جداً خاصة بعد أن شكّل ترامب تحالفاً  ضدّ إيران مع المملكة العربية السعودية ودول عربية وإسلاميّة سنيّة أخرى. إنه يخطّط مع نتنياهو لإشعال المزيد من الحرائق في المنطقة، ومحاصرة إيران ومنعها من الإستمرار في تطوير نفسها تقنيّاً وعسكريّاً. إيران دولة قوية ولن ترضخ للإرادة الأميركية. ولهذا فإن الإتّفاق النووي بينها وبين الولايات المتحدة يمكن أن ينهار، ويكون بداية حروب جديدة في المنطقة ستكون أوّل ضحاياها دول الخليج الداعمة لترامب، ولتحيّزه الواضح لإسرائيل، وعدائه المكشوف لكل ما هو عربي وإسلامي!