عن مسرحية تبادل الأدوار.. الأميركي يكتب ويُخرج

أمام هذا المشهد كان لزاماً أن تتم إعادة توزيع الأدوار للدور الوظيفي لمشيخات وممالك الخليج في سيناريو جديد، يحقّق استمرارية مشروع الفوضى الخلاّقة ومزيد من الاستثمار الاقتصادي والسياسي في الإرهاب من قبل الغرب الأطلسي تتقدّمهم واشنطن، واللعب على المتناقضات بين الأطراف المتصارعة بصورتها الخليجية اليوم.

لقطر دور في تنفيذ سايكس بيكو جديد عبر أخونة المنطقة
المتابع للتطوّرات الإقليمية والدولية في ظلّ المتغيّرات السياسية التي طالت المنطقة، بعد زيارة  الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولقائه مع بني سعود في ما يُسمّى القمّة العربية الإسلامية الأميركية، والانفجار والإنشطارالمفاجئ في العلاقات بعد زيارة ترامب، بين قطر من طرف والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من طرف آخر، تخرج من طيّاته ومن بين جنباته رائحة عفونة أهم ميزاتها تصبّ في صالح الكيان الصهيوني ليبقى القوة الأكبر في المنطقة، وتبتعد عن مصالح شعوب المنطقة وتستثمر الأحقاد الشخصية، بأداوتها لحُسن تنفيذ المشروع وفق الدور الوظيفي الذي يؤدّيه حرّاس ومشايخ آبار النفط.

الدور الوظيفي لقطر كان ومازال مهماً ورأس حربة وحصان طروادة في الجسم العربي، لحُسن تنفيذ مشروع الفوضى الخلاّقة تحت مُسمّى الربيع العربي، الذي طال المنطقة العربية، ولو قدّر له النجاح كما خطّط له الغرب الأطلسي، لكنّا أمام سايكس بيكو جديد والمزيد من التقسيم والنزاعات العرقية والطائفية عبر أخونة المنطقة، لكن الفشل الذريع الذي أصابهم في مصر وتونس والعراق وسوريا واليمن، ومن قبحهم وإجرامهم بفكرهم الظلامي ومن هيكليتهم التنظيمية كانت ولادات  هذه التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش و النصرة، التي استقت وخطّت فتاويها وأفكارها من نبع الإرهاب الوهّابي.الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والصديقة اتّخذت قرارها بالقضاء على داعش وتوابعه، وأمام هذا المشهد كان لزاماً أن تتم إعادة توزيع الأدوار للدور الوظيفي لمشيخات وممالك الخليج في سيناريو جديد، يحقّق استمرارية مشروع الفوضى الخلاّقة ومزيد من الاستثمار الاقتصادي والسياسي في الإرهاب من قبل الغرب الأطلسي تتقدّمهم واشنطن، واللعب على المتناقضات بين الأطراف المتصارعة بصورتها الخليجية اليوم، بين بني سعود وآل ثاني من الجانب الاقتصادي حيث سطا ترامب على مبالغ أكثر من 460 مليار دولار بعد طلبه بليون وخمسمائة  مليار من بني سعود لدعم الموازنة الأميركية المترنّحة نتيجة العجز، وحتى حصوله على ما طلب ينفرج التوتّر المُصنّع أمركياً بين السعودية وقطر، بدعوى أن قطر تدعم الإرهاب الدولي وبني سعود أبرياء لا علاقة لهم بالإرهاب، إنها مسرحية هزلية تُخرجها واشنطن الراعي الدولي الأول للإرهاب.

ووفقاً للمعلومات، فإنّ "وزارة الداخلية البريطانية لن تكشف أية معلومات حول النتائج التي توصّلت إليها المخابرات، وهي لن تفعل ذلك نظراً لطبيعة النتائج الحسّاسة جداً، وسط ترجيحات باحتواء النتائج على إشارات تكشف النقاب عن تورّط المملكة العربية السعودية، الحليف الوثيق للمملكة المتحدة والراعي الأول للأيديولوجية التكفيرية الوهّابية في العالم"، مع إعادة صوغ الدور الوظيفي للإخوان المسلمين تحت مُسمّى الإسلام السياسي لأهميته على اعتبارهم يشكّلون القوة الأساسية لتنظيم رابطة العمل الإسلامي إلى جانب النقشبندية.

ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن هذه الرابطة أنشأها بني سعود بطلب من بريطانيا عام 1962 لتمويل كل من جماعة الأخوان المسلمين والجماعة النقشبندية، مع التنويه ووفقاً للكاتب تيري ميسان أن ميزانية الرابطة عام 2016 أعلى من ميزانية الجيش السعودي.

باشرت فعاليات القمّة السرّية أو ما يُعرف بمؤتمر بلدربيرغ،(حكومة سرّية تدير العالم) الخميس 1 حزيران/يونيو 2017، في العاصمة الأميركية واشنطن أعمالها وحسب ما أوردته شبكة فولتير في مقال لتيري ميسان، أن هناك  مناظرة بين أنصار مكافحة التطرّف الإسلامي، وبين داعميه، تمحورت حول، إيجاد تسوية بين المعسكرين، أو أخذ العِلم بالخلافات القائمة، وعدم السماح لهم بتدمير الهدف الأساسي للحلف، ألا وهو مكافحة روسيا.

الأمر الوحيد الذي يبدو أنه جرى التوافق عليه بين الحلفاء تجلّى في ضرورة التخلّي عن مبدأ الدولة الجهادية، هذا يعني التخلّص من داعش، مع احتمال أن يستمر البعض منهم مع تنظيم القاعدة، وهم بذلك  يجسّدون تماماً المثل العربي (خرجوا من الباب ليدخلوا من الشباك).