قراءة لانتخابات الكويت

شارك الشعب الكويتي في تحديد مصير السياسة الكويتية من خلال العملية الديمقراطية لانتخاب نواب المجلس التشريعي الخامس عشر في 26/11/2016 ، وكانت نسبة هذه المُشاركة 68% وفقاً للأرقام الرسمية ما يجعلها من نِسَب مُشاركة عالية وِفق المعايير العالمية.

كانت نسبة المُشاركة في الانتخابات الكويتية 68% وفقاً للأرقام الرسمية
ومن أبرز الأمور في نتائج هذه الانتخابات هي :

1- خسارة وزيرين سابقين وهما د.علي العمير ويعقوب الصانع .

خسر المُرشّحان علي العمير ويعقوب الصانع مقعديهما بعد أن توقّعت لهما جميع الاستطلاعات نجاحهما أو المُنافسة القوية في النجاح، إلا وقد تفاجأ العديد من إعلان النتائج وحصولهما على تلك الأرقام المُتدنيّة، وكان هناك سَخط عند ناخبي الدائرة الثالثة على أداء الوزيرين خاصة في ظلّ تلك التعديلات الاقتصادية وسياسة التقشّف الحكومية التي أبدى الكثير من المواطنين انزعاجه منها وأنها غير مُنصفِة وظالِمة ، كما أثرّ على علي العمير مُرشّح التجمّع السلَفي وجود مُنافِسَين من التوجّه السلفي وهما وليد الطبطبائي وعلي الخميس، كما وجود مُرشّح الحركة الدستورية محمّد الدلال، وما أثرّ على فُرصة نجاح يعقوب الصانع هو وجود مُرشّحين شباب أصحاب عوائل عريقة في الدائرة الثالثة ولها تداخلها العائلي والتجاري، بالإضافة إلى استغلال ضعف أداء الوزراء في الحكومة والتي أراد الناس أن يقتصّوا منها في العملية الديمقراطية .

2- خسارة مُرشّحي تيّار التجمّع السلفي  ونجاح مُرشّحي السلف المُعارِضين و تجمّع ثوابت الأمّة السلفي

بعد أن قاطع تجمّع ثوابت الأمّة والسلفيون المُعارضون للصوت الواحد انتخابات ديسمبر 2012 و انتخابات 2013، عادوا بقوة كبيرة جداً وبخطاب مُتشدّد يختلف نوعاً ما عن خطاب تيّار التجمّع السلفي ، والصوت العالي عادة ما يميل المجتمع الكويتي له، كما تَطرُّق هذه المجموعة إلى مواضيع حساسة عدّة في الشؤون المحلية والإقليمية جعل لها مؤيّدون أكثر من غيرهم من نفس المنهجية الذهنية، وهذا مؤشّر يدلُ على مدى تعاطف أجزاء من المجتمع لهذا الطرح الذي يعتبره البعض طائفياً ويضرب مبدأ التعايُش .

3- نجاح 3 مُرشّحين من الحركة الدستورية "حدس" الأخوان المسلمين. 
حدس حركة منظمة كبيرة ولها جمهورها وقاعدتها الخاصة ، فنجاح ثلاثة مُرشّحين من هذا التيّار هو أمر مُتوقّع،  بل كان من المُفترض أن يفوز بمقعد رابع إلا أن المُرشّح حمد المطر حصل على المقعد الحادي عشر والذي لم يُخوّله  دخول قبّة عبدالله السالم ، ودائماً ما يعتمد هذا التيّار على نجاح مُرشّحين لا ينتمون ليه علنياً ولكنهم قريبون من فكره، ما يُمكّنه من التنسيق معهم تحت قبّة البرلمان في أخذ المواقف أو التحرّكات السياسية، وما يُمكن قوله هنا أن قرار عودة الحركة الدستورية للانتخابات والعدول عن قرار المقاطعة التي استمرت فيه من كانون الأول/ ديسمبر 2012 إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2016 جعلهم في موقف مُحرِج مع مصداقيّتهم أمام الناخبين، إلا أن قاعدتهم وجمهورهم أرادوا أن يوصلوا رسالة إلى الجميع  وهي أن حدس مهما اختفت تعود دائماً بقوّة .

 

4- 82% من الأعضاء الجُدُد هم حَمَلَة الشهادات العُليا

كان من الحلم أن يتم تعديل مادة "يُجيد اللغة العربية كتابة وقراءة" في قانون الترشيح إلى أن يكون حاصلاً على مؤهّل دراسي عالٍ ما يُمكّنه في التشريع و حل المشاكل، ولكن ولله الحمد ومن دون تعديل هذه المادة من القانون استطاع الناخِب الكويتي أن يوصِل هذه النسبة الحاصِلة على شهادات الدراسات العُليا إلى البرلمان، ما يُثبت إدراك ووعي المجتمع الكويتي في هذا الجانب الأكاديمي وما أهمية دوره في تنمية العقل والمهارات الإدارية .

5- 20 نائباً حافظوا على مقاعدهم و30 تم تغييرهم في المجلس الحالي

موجه التغيير، ومع إطلاق حملة "بدلوهم" أي أن يقوم الشعب من خلال الانتخاب تبديل النواب السابقين الذين لم يلبّوا رَغَبات المجتمع الكويتي ، ومع وجود البروباغاندا ضدّ نواب المجلس السابق، نجحت الحملة بشكلٍ كبيرٍ في إسقاط 30 نائباً سابقاً قد ترشّحوا في هذه الانتخابات 2016 .

6- خسارة القبائل الكبيرة الكثير من مقاعدها في الدوائر القبَلية

خسرت القبائل الكبيرة الكثير من مقاعدها نتيجة تشتيت الأصوات بالإضافة إلى ترشيح عدد كبير من القبيلة نفسها، ما ساهم في نجاح مُرشّحي القبائل الاقل عدداً في الدائرة، مع خاصيّة هذه القبائل عن غيرها الالتزام بمُرشّح واحد فقط بعكس القبائل التي لديها أعداد ناخبين أكبر في الدائرة .

 

7- نجاح القبائل المُتفرّقة بمقاعِد جديدة في المجلس القادم

من مُميّزات النظام الانتخابي الحالي "الصوت الواحد" هو إفساح المجال للأقليات في النجاح وتمثيلهم في مجلس الأمّة، وهذا انعكس بشكلٍ واضحٍ في تشكيل وتنويع أعضاء مجلس الأمة من مُختلف التيّارات والقبائل والأفكار .

8- فوز إمرأة واحده فقط

نالت المُرشّحة صفاء الهاشم على عضوية مجلس الأمّة وتُعتبَر هي المرأة الوحيدة في البرلمان الكويتي ، علماً بأن غالبية الناخبين هم من الجنس الناعِم ، ولكن هناك خَلَل بالثقة بين الناخبات والمُرشّحات، فالغالبية من الناخبات لا تؤمن بنوع الجنس أكثر من كيفية الأداء البرلماني أو المصالح المُشتركة بينها وبين المُرشّح، فلذلك ليس دائماً خيار المرأة هي المرأة في التصويت لمجلس الأمّة، وهذا ما اثبتته أرقام المُرشّحات للنيل بعضوية مجلس الأمة .

9- نجاح ملحوظ للمُرشّحين الشباب
 

في هذه الانتخابات أتت موجة إعلامية واجتماعية كبيرة تُطالب بوجود وجوه شبابية تمثّل الأمّة في المجلس ، وكان لها ذلك في نجاح مجموعة شبابية جديدة ، بل أيضاً نافسَت هذه الوجوه الشبابية المقاعد الأولى مُحطّمة الأرقام الانتخابية ، وهذا دليل على نجاح هذه الحملة ، ولكن هناك مَن ينتقد مطلب التمثيل الشبابي في مجلس الأمة ما لم لا توجد لديهم خبرة سياسية واقتصادية واجتماعية، خاصة وأن مجلس الأمة يحتاج إلى خبرة في التشريع والرقابة والسياسة مع الحكومة و الشعب والتيّارات، وهذا ما يفتقده بعض المُرشّحين من الشباب وغيرهم أيضاً .