هل تنجح السعودية بتقسيم الحصص بين "جماعات التحالف" المتقاتلة في جنوب اليمن؟

هل تنجح السعودية بتقسيم الحصص بين جماعات التحالف المتقاتلة في جنوبي اليمن؟

بعد جهد جهيد تخرج السعودية عن صمتها إزاء ما تصفه الجماعات المرتبطة بها في جنوب اليمن "بانقلاب جماعات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً على الشرعية". البيان السعودي الذي طال انتظاره يدعو القوات الانفصالية في جنوبي اليمن إلى تسليم المقار الحكومية والمعسكرات لقوات عبد ربه منصور هادي لكن في الوقت نفسه تدعم أبو ظبي القوات الانفصالية الموالية بالمدرعات في عدن وتدعمها أيضاً في تعزيز مواقعها في لحج وشبوة.

دعوة السعودية أطراف التحالف السعودي ــ الإماراتي المتقاتلة في جنوب اليمن، إلى اجتماع في جدة، ترتجي منه على ما يبدو إيجاد صيغة للخروج من المأزق مع الامارات من دون أن تخسر الجماعات الموالية التي تطالبها بلجم مطامع الامارات في جنوب اليمن واعتمادها على المجلس الانتقالي الانفصالي. لكن ما تدعو إليه السعودية وتأمله يواجه عقبات وتناقضات متعددة قد تعطل ما تسعى إليه السعودية في عقد اجتماع شكلي نتيجة الصراع الحاد بين القوى الموالية للتحالف السعودي ــ الاماراتي في جنوب اليمن. فحكومة هادي تشترط  لحضور الاجتماعات، انسحاب قوات المجلس الانتقالي، من كل المؤسسات والمعسكرات الحكومية التي سيطر عليها مؤخراً بقوة السلاح.

فبعد خرق الهدنة اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الإمارات بدعم انقلاب المجلس الانتقالي، والسعي الى تقسيم اليمن، في حين دعاه أعضاء بالحكومة إلى المطالبة بخروج الإمارات من التحالف السعودي.

أما نائب رئيس البرلمان اليمني عبد العزيز جباري فقد اتهم قيادة تحالف الإمارات والسعودية "بذبح الشرعية"، وخاطبها "لقد ذبحتم الشرعية من الوريد إلى الوريد ولم يفعل الحوثي بالشرعية مثلما فعلتم".

في المقابل، حط رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي رحاله في جدة على رأس وفد من خمسة أشخاص ومن المقرر أن يبدأ بعد يومين اجتماعاته مع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان كممثل عن الرياض وبموازاة ذلك تطالب بعض القوى الجنوبية الموالية لهادي برفض التفاوض مع المجلس الانتقالي والتفاوض مع الإمارات على انسحابها من اليمن.

لكن السعودية ولكي تتفادى الخلافات مع الامارات حذرت من الوضع في الجنوبِ متحدثة عمّا سمَّته تهديداً لأمنها. وفي أول موقف رسمي ندّدت بالنّزاع بين قوات هادي وقوات الحزام الأمني المدعومة اماراتياً، كما أشارت إلى أنها لن تتوانى عن التعامل معها بكل حزم وفق وكالة السعودية الرسمية.

في المقلب الآخر تزداد الاتهامات التي تكيلها الأطراف التي تراهن على السعودية منتقدة الرياض والرئيس هادي. منها التجمع الوطني للإصلاح وباقي حزب المؤتمر في الجنوب وجماعات قبلية تؤيد هادي.

في هذا الوقت أصدر رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط، قراراً أطلق عليه الرقم 154 لسنة 2019 "بتشكيل فريق المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي".

ويقضي نص القرار بأن يضم فريق المصالحة 20 شخصية يمنية وانطلاق العمل به من تاريخ صدوره ونشره في الجريدة الرسمية للمجلس السياسي الأعلى.

الولايات المتحدة الأميركية التي أدركت فشل الحرب السعودية على اليمن ولم يعد بمقدورها إنقاذ محمد بن سلمان من المستنقع اليمني، تحاول عبثاً تسهيل محادثات بين السعودية وحكومة صنعاء في سلطنة عمان. لكن رفض حكومة صنعاء الوساطة الأميركية أدّى إلى محاولة واشنطن التباحث مع أنصار الله "لإنهاء الحرب" على حد قولها بعد أن كررت طلبها الذي أعلنته يوم أمس من قاعدة عسكرية في مدينة الخرج جنوب الرياض، على لسان مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى ديفيد شينكر.

وهي المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن محادثات مع الحركة، من دون أن يحدّد مكان انعقادها وما إذا كانت مباشرة أو لا. وفي هذا الشأن نفى عضو المكتب السياسي محمد البخيتي أي محادثات مع واشنطن.

في الوقت ذاته تأخذ الاحداث الميدانية جنوب اليمن طابع الكر والفر بين الحلفاء المتنازعين، خرجت تظاهرة في عدن تأييداً للإمارات العربية المتحدة ودعماً للمجلس الانتقالي الجنوبي.

المشاركون في التظاهرة احتشدوا في عدن ولوّحوا بالأعلام الإماراتية وأعلام اليمن الجنوبي السابق.

المأزق الذي تعاني منه السعودية في العدوان على اليمن وتعاني منه الأطراف الداعمة لعدوان التحالف السعودي ــ الإماراتي، استشرف حلّه مؤخراً زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي من خلال مسار رسمه بدقة عالية في خطابه الأخير بالدعوة إلى طرد العدوان الخارجي وإلى الحوار بين كل اليمنيين بمن فيهم الذين وصفهم بالأغبياء والمخدوعين الذي يخدعون أنفسهم بذريعة الشرعية.