روسيا وإيران وغزة والخيوط الرفيعة بين الحقيقة والظلال
ربما يكون المشهدُ سائلاً ومتشابك الأبعاد ومتعدد الزوايا، لكن سيولته ذاتها تبقى محكومةً دولياً بموازين الصراع بين مشروع الحفاظ على الأحادية القطبية، من جهة، وصعود أقطاب دولية موازية، من جهة أخرى.
-
المشروع الأميركي-الصهيوني في لبنان هو تدمير المقاومة.
في بيئة تتّسم بالسيولة، وخصوصاً قابلية أجوائها للتحوّل سريعاً من تصاعد التوترات إلى عقد الاتفاقات، وبالعكس، كما في حالة وقف إطلاق النار في غزة مثلاً، أو المفاوضات النووية مع إيران، وفي بيئة تتّسم بتعدّد اللاعبين، وعدم وضوح أجنداتهم الحقيقية، وبروز تناقضات جوهرية أحياناً بين من يفترض أنهم حلفاء، كما بين نظام زيلينسكي وإدارة ترامب مثلاً، أو الصين والهند في إطار "بريكس"، أو نشوء تقاطعات عميقة بين من يفترض أنهم خصوم، كما تقاطع يائير لابيد مع بنيامين نتنياهو على ضرب إيران...
في بيئةٍ تختلط فيها حرارة التناقض المبدئي مع الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأميركية، في صورة مقاومةٍ باسلة، ببرود الحسابات البراغماتية للاعبين الأساسيين، وفي بيئة شلل الشارع العربي، ما عدا اليمن، وغياب فعله ومشروعه عن الميدان، وعجز المنظومة الرسمية العربية عن الدفاع عن الأمن القومي العربي...
في بيئة من هذا النوع، يصبح المشهد، دولياً وإقليمياً، موشوراً من اللون الرمادي، أقرب إلى الاكفهرار أحياناً، أو أقرب إلى الصحو، وقابلاً للتبدل في لحظات.
يقول مظفر النواب في قصيدته "في الرياحِ السيئةِ يُعتَمدُ القلبُ": لا تخف... إننا أمةٌ لو جهنمُ صُبَّت على رأسها واقفة... ما حنَى الدهرُ قامتها أبداً. إنما تنحني لتعيّنَ المقاديرَ إن سقطت... أن تقومَ تُتِمُّ مهماتِها الهادفة...".
هذا تمرينٌ صغيرٌ إذاً في "تعيين المقادير" عندما تشتدّ الرياحُ السيئةُ وتضعُفُ، وعندما تتلبد المواقف وتتقادم تحت دفقٍ متلاحقٍ من "الخبر العاجل"، وعندما تطفو الأقنعة فوق دوامات السطح السياسي ثم تغرق، فتتشابك زوايا الرؤية في مرايا متلاحقة من سراب، ويختل التوازن، إلا من يعتمدُ القلبَ.
ربما يكون المشهدُ سائلاً ومتشابك الأبعاد ومتعدد الزوايا، لكن سيولته ذاتها تبقى محكومةً دولياً بموازين الصراع بين مشروع الحفاظ على الأحادية القطبية، الذي تمثله الولايات المتحدة، من جهة، وصعود أقطاب دولية موازية، من جهة أخرى، كما أنها سيولة تبقى محكومة إقليمياً بعاملين أساسيين:
أ – موازين الصراع بين محور المقاومة والمشروع الصهيوني في المنطقة.
ب – سعي قوى إقليمية، مثل تركيا وإيران، وحتى إثيوبيا، مع الاختلاف الشديد في طبيعة أنظمتها وموقفها من المقاومة، إلى تحسين موقفها إقليمياً، مستفيدةً من الحيّز الذي يتيحه تخلخل الموازين الدولية، وإلى التحوّل إلى قوى عظمى في حالتَي تركيا والكيان الصهيوني.
بالنسبة إلى العامل الثاني، يبقى المشروع العربي الغائب الكبير عن المشهد، وهي مسؤولية الشارع العربي ونخبه السياسية والثقافية، لأن المنظومة القُطرية العربية، كمنظومة تجزئة، صممت كي تبقينا مفككين وضعفاء، وبالتالي عرضة لطغيان العامل الخارجي، فلا خيار إذاً إلا تجاوزها بكل طريقة ممكنة.
المهم، شهدنا في الأيام الفائتة عيّنة من تطورات الحدث الراهن التي تختلط فيها الحقيقة بالظلال، والعوامل الجوهرية بتلك العرضية، والاستراتيجيات الأساسية بالتكتيكات البراغماتية للاعبين الأساسيين، ومنها:
أ – إعلان ترامب استئناف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في خطوة شد عكسي تخالف سعيه إلى التقرب من روسيا بوتين، وتوجهاته المعلنة في الشأن الأوكراني منذ ما قبل استلامه رئاسة الولايات المتحدة الأميركية رسمياً في 20/1/2025.
ب – إبداء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي استعداد إيران لاستئناف التفاوض بشأن برنامجها النووي، بعد العدوان الأميركي-الصهيوني عليها، وإن بشروط "قابلة للتفاوض"، في ما يبدو أنه توجّه مخالف لنَفَس البرلمان الإيراني الذي أقر قطع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، وحتى نَفَس تدوينات المرشد الأعلى الإمام علي خامنئي، والتي كان آخرها التهديد بضرب قواعد الاحتلال الأميركي مجدداً.
جـ - عرقلة مفاوضي حكومة نتنياهو عقد اتفاق وقف إطلاق نار في غزة حتى لحظة كتابة هذه السطور، على الرغم من التسريبات المستمرة عن قرب توقيع اتفاق بشأن غزة، وعن ضغوط "خرافية" مزعومة من إدارة ترامب على نتنياهو لتوقيع مثل ذلك الاتفاق.
د – عودة ترامب إلى سياسة فرض تعريفات جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ومنهم حلفاء سياسيون مقربون للولايات المتحدة، ابتداءً من 1 آب / أغسطس المقبل، في خطوة بدت مخالفة لسياسة التهدئة التي اتبعها على هذا الصعيد قبل 3 أشهر.
هـ - دعوات تقارير ومقالات في الإعلام الأميركي إلى عدم الضغط على أبي محمد الجولاني لتوقيع "اتفاق إبراهيمي" مع الكيان الصهيوني، كي لا يتزعزع حكمه، والاكتفاء باتفاقية أمنية حالياً، على الرغم من إعلان توم براك، المبعوث الأميركي إلى سوريا، في مؤتمر صحافي في نيويورك، أن توقيع "اتفاق إبراهيمي" تام هو أحد شروط رفع الحصار عن سوريا نهائياً.
و – نعومة المبعوث الأميركي توم براك في موضوع نزع سلاح حزب الله، في تعليقه على رد الحكومة اللبنانية في هذا الشأن، وإشارته إلى إمكانية القبول أميركياً بدور سياسي محض لحزب الله في المنظومة اللبنانية، الأمر الذي يخالف تأكيدات الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، بأن نزع سلاح حزب الله يجب أن يمضي على قدمٍ وساق، وأن الحكومة الأميركية لا تميز بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب، وبأنها تعدّه كلّه "منظمة إرهابية".
ز – التقارب بين مصر والصين، وإجراء تمارين عسكرية مشتركة، واستيراد معدات عسكرية متقدمة من الصين، من بينها أنظمة دفاع جوي رادارية متقدمة، مع تقارير عن اتفاقات لاستيراد مصر عشرات الطائرات الشبحية المصنّعة صينياً والتي تعدّ نداً لطائرات F-35i الأميركية التي يملكها الكيان الصهيوني، في خطوة أثارت مشكلة بين الصين و"إسرائيل"، بحسب إعلام العدو. وهي خطوات لا يمكن إلا أن تثير عقيرة إدارة ترامب أيضاً التي تعدّ الصين عدواً رئيساً للولايات المتحدة.
يمكن إضافة كثيرٍ من التفاصيل التي ترد يومياً كخبر عاجل يبدو كأنه خطوة "عكس السير" تزيد من اختلاط الأوراق في المشهد العام، فما الذي يجري هنا؟
علينا أن نميّز، أولاً، بين الاستراتيجية العامة التي يتبعها ترامب إزاء روسيا، أو في ما يتعلق بالعودة إلى عصر الحمائية بديلاً للتجارة الحرة، وبين أسلوب ترامب في ممارسة الضغوط عموماً، إذ تراه يرفع السقف مصعِّداً، متوعداً ومهدداً، ثم يبدأ بالتراجع كي يتيح الفرصة للخصم "كي يلاقيه في منتصف الطريق"، عند نقطة ما قريبة جداً مما كان يريده منه أصلاً.
الأمر الذي لا شك فيه هو أن استراتيجيته العامة القائمة على إعادة فرض الحمائية، وتقاضي تعريفات جمركية من الدول المصدّرة إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للواردات في العالم، هي استراتيجية ثابتة، أما المتحوّل فهو تكتيكات "الشد والرخي" التي يتبعها لفرض اتفاقات على شركاء الولايات المتحدة التجاريين "برضاهم".
كذلك راهن ترامب على استراتيجية شق "بريكس" واستقطاب روسيا، بعد الهند، إلى صفه، في محاولة لعزل الصين، في تكرار لتجربة نيكسون-كيسنجر بداية السبعينيات لشق المعسكر الاشتراكي من خلال استقطاب الصين، كما أوضحت في مادة "قراءة في أبعاد اللعبة الدولية من سوريا إلى أوكرانيا".
لكنّ التقارير الأميركية التي تناولت "إحباط ترامب" من رفض بوتين التوقف عند النقطة التي وصلت إليها القوات الروسية حالياً، ومضيه قدماً في تحقيق أهدافه القصوى بعد شعوره أن ضغوط إدارة ترامب على نظام زيلينسكي منحت روسيا ميزة ميدانية تتطلب الاستفادة منها إلى الحد الأقصى، رفضت الاستنتاج أن ترامب غيّر موقفه نهائياً من بوتين حتى الآن، الأمر الذي يضع استئناف تصدير السلاح والعتاد إلى أوكرانيا، والتلويح بعقوبات صارمة من طرف الكونغرس على مشتري النفط والغاز واليورانيوم وغيرها من روسيا، في دائرة الضغوط التكتيكية.
انظر، مثلاً، تقرير "نيويورك تايمز" المعنون "بوتين، غير متأثر بتصريحات ترامب، يصعد حربه ضد أوكرانيا"، في 9/7/2025، أو تقرير مجلة "ذا نيويوركر" المعنون "هل انفصل ترامب حقاً عن بوتين؟"، في 10/7/2025، أو تقرير موقع قناة MSNBC المعنون "السبب الحقيقي وراء إحباط ترامب العلني من بوتين"، في 11/7/2025، والذي يرى التقرير أنه عدم مراعاة بوتين لصورة ترامب فحسب، والتي تهمه قبل كل شيء.
انظر أيضاً تقرير وكالة "رويترز" المعنون "اهتمام ترامب بفرض عقوبات على روسيا يثير آمال حلفاء أوكرانيا – إلى حدٍ ما"، في 12/7/2025، والذي يشير إلى أن الصلاحيات الواسعة التي يطالب بها ترامب لإيقاف العمل بقرار الكونغرس (عندما يرى ذلك مناسباً) ربما يجعله "رمزياً"، أي أداة ضغط تفاوضية، أكثر منه تغيراً جوهرياً.
ما يهمنا هنا أن بوتين، برفضه إيقاف إطلاق النار في أوكرانيا حالياً، يعطل استراتيجية ترامب في شق "بريكس"، وعزل الصين، وفي إضعاف علاقة روسيا مع الدول المستقلة في الجنوب العالمي. وهذا أمر إيجابي.
فإلى أي مدى سيثبت بوتين على ذلك الموقف إذا صعّد ترامب الضغط على روسيا بصورة كبيرة؟ هذا هو السؤال.
المؤكد أن قبول بوتين بصيغة ترامب للسلام في أوكرانيا، بعد تصعيد الضغوط على روسيا، سيضعه في موقف أضعف على طاولة المفاوضات. لكنْ، ليس إذا تمكن من تحقيق إنجازات ميدانية وسياسية كبيرة في الحرب قبلها.
يبدو أن هذا هو رهان بوتين، وهو رهانٌ براغماتي في المحصلة لا يزيل المخاوف من انسياق روسيا في الفخ الاستراتيجي الذي نصبه ترامب لها. والخلاصة أن الضبابية في هذا الملف تبقى قائمة، وإن كانت التوترات الجديدة بين ترامب وبوتين تقلل منها حالياً. لكن، إلى متى؟
بالنسبة إلى إعلان عباس عراقتشي استعداد إيران للعودة إلى المفاوضات النووية، ولو بشروط، بعد العدوان الأميركي-الصهيوني، في ظل تأكيدات قاطعة من ترامب أن إيران لن يسمح لها بتخصيب اليورانيوم على أراضيها، وفي ظل ضغوط دولية شديدة على إيران كي ترضخ مجدداً لرقابة مشددة من طرف الوكالة الدولية للطاقة النووية، فإن ما لا شك فيه هو أن في إيران تياراتٍ ووجهات نظر متعارضة بشأن طريقة التعامل مع الولايات المتحدة، تماماً كما توجد في الولايات المتحدة انقسامات حادة بشأن طريقة التعامل مع إيران، حتى في صفوف قواعد ترامب التي مالت غالبيتها ضد التورط في حرب مع إيران.
كان ترامب، في سياق لعبة الشد والرخي إياها، أعلن عقب العدوان الأميركي على إيران أنه لم يعد معنياً بعقد اتفاق نووي معها، في تصريحاتٍ له في ختام قمة حلف "الناتو" في هولندا في 25/6/2025.
لكنّه أكد، خلال لقائه مع نتنياهو، أن إيران تريد التحدث مع الولايات المتحدة، وأن الإدارة الأميركية مستعدة للتجاوب، وأن محادثاتٍ جرى تحديد موعدها لهذا الغرض.
وكانت قناة CNN نشرت تقريراً حصرياً، في 26/6/2025، عن جهود دبلوماسية خليجية تبذل لاستئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران. وتضمن ذلك التقرير "جوائز ترضية" لإيران منها السماح لها بالوصول إلى 6 مليارات دولار مجمدة في البنوك حالياً، وإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني، بمواصفات أميركية، لا تسمح بتخصيب اليورانيوم أبداً، وبأي نسبة، بأموال خليجية قيل إنها تراوح بين 20 و30 مليار دولار.
يذكر أن أحد الأهداف المعلنة للاتفاق النووي مع إيران سنة 2015، خلال رئاسة باراك أوباما، كان تقوية يد جناح الإصلاحيين في إيران الذين كان الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني آنذاك رمزاً لهم. ما حدث بعدها أن ذلك الجناح فشل في الوفاء بالوعود التي قطعها بشأن تحسين الوضع الاقتصادي وإصلاح النظام السياسي، حتى بعد الاتفاق النووي، ثم انسحب ترامب ذاته من ذلك الاتفاق موجهاً صفعة للإصلاحيين فعلياً ولنهجهم.
تعرض الاتفاق النووي لنقدٍ شديد من طرف التيار المسمى "متشدداً" في إيران وقتها، والذي يعدّ المرشد الأعلى الإمام علي خامنئي مرجعيته الأولى. على الرغم من ذلك، مرّ الاتفاق، مراعاة للتوازنات الداخلية في إيران. وهي توازنات لا يأخذها في الحسبان من يسارعون إلى الاستنتاج اليوم، بناءً على تصريحات عراقتشي، وتصريحات الرئيس بزشكيان للإعلامي الأميركي تاكر كارلسون أن إيران لا مشكلة لديها في استئناف التفاوض مع الولايات المتحدة "إذا عادت الثقة"، وتسريبات المحادثات السرية، أن إيران تنازلت أمام ترامب، وعادت إلى طاولة المفاوضات من موقع ضعف، بحسب هؤلاء.
العبرة أن الموقف الإيراني الحقيقي بشأن المفاوضات النووية يؤخذ من الإمام خامنئي، ومن تيار حرس الثورة، وما عدا ذلك هو واجهة ضبابية لن تكون ذات مصداقية، في حالة إيران أو غيرها، إذا لم تكن قادرة على أكثر من إطلاق التصريحات. وكما عبّر صديق عن الموقف: من المؤكد أن نكهة التصريحات الإيرانية كانت ستكون مختلفة لو كان إبراهيم رئيسي رئيساً، وحسين أمير عبد اللهيان وزيراً للخارجية، لكن تعرض إيران للعدوان على الرغم من إبدائها موقفاً غير متعنّت، كان أحد أهم عوامل رص الصفوف داخلياً، على أوسع نطاق، خلف قيادة خامنئي.
مجدداً، لا تسارعوا إلى خلط الحقيقة بالظلال.
بالنسبة إلى الوصول إلى وقف إطلاق نار في غزة، أو تعثره بالأحرى، أودّ إعادة التأكيد أن مشروع نتنياهو وتياره هو مشروع أيديولوجي، توراتي متصهين، أكثر منه مشروعاً شخصياً، وهو مشروعٌ لا يتعثر إلا بالمقاومة، وتلك هي الحقيقة، ومفاوضات وقف إطلاق النار، المؤقت أو الدائم، هي الظلال.
وأودّ أن أوجّه نداء للإعلاميين المقاومين وناشطي التواصل الاجتماعي المناصرين للمقاومة ألا يسارعوا كل يوم إلى ترداد كل ما يجري تسريبه، منذ بدأت حرب الإبادة والتهجير على غزة فعلياً، عن قرب التوصل إلى وقف إطلاق نار بحثاً عن الخبر العاجل.
فتلك إبر مخدر يجري حقنها يومياً في الشريط الإعلامي لتهدئة روع العرب والمسلمين وأحرار العالم، فيما تتصاعد المجازر الصهيونية ويمضي الكيان الصهيوني في مشروعه، لولا العائق الذي تمثله المقاومة.
وإذا لم يصدر شيء مؤكد عن مصدر مقاوم موثوق، فإن وجهة نظري المتواضعة أن من الأفضل عدم تداول "التسريبات" اليومية عن قرب التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة بتاتاً، وأن يجري التركيز، بدلاً من ذلك، على جرائم الاحتلال وعلى مقاومته.
أخيراً، الحقيقة أن المشروع الأميركي-الصهيوني في لبنان هو تدمير المقاومة، عسكرياً وسياسياً، وأن الخطاب الدبلوماسي الهادئ هو الظلال، وأن المشروع ذاته يريد زجّ سوريا في آتون التطبيع، وأن تجريعها التطبيع بطريقة "مرحلية" هو الظلال، وأن مصر، إن ثبتت على نهج توثيق علاقاتها عسكرياً واقتصادياً مع الصين، وعلى تطوير ترسانتها الحربية بدعم صيني، فإن عليها الاستعداد لمواجهة ربما تغيّر الكثير من المعادلات إقليمياً، وعندها ربما تتغير معالم الحقيقة والظلال في منطقتنا، ولا رهان على شيء، وخصوصاً مع استمرار نهج التطبيع، لكنه منطق الأمور، إذا ثبتت...