دياز كانيل في موسكو.. الرمزية أولاً

زيارة الرئيس الكوبي إلى روسيا لها معنى رمزي، لأنها دليل على أنَّ هناك قادة يريدون إجراء حوار مع موسكو. وبينما يرفض البعض القيام بذلك، تظهر كوبا أنها جاهزة للحوار.

  • الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل وزوجته عند وصولهما إلى موسكو ، 19 تشرين الثاني/نوفمبر (أ ف ب)
    الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل وزوجته عند وصولهما إلى موسكو ، 19 تشرين الثاني/نوفمبر (أ ف ب)

بعد الجزائر ذات الماضي الاشتراكي وحاضر التحوّلات السياسية - الاجتماعية، وقبل الصين التي تكرّس الحاضر الاشتراكي تحقيقاً للمستقبل الشيوعي بصبغة وطنية، يحل الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل ضيفاً على روسيا، التي تشعر اليوم بالمرارة وهي تقارع الغرب الأطلسي، وأصبح صعباً عليها تصديق أكذوبة الفضاء الأوروأطلسي المشترك، الذي قيل في تسعينيات القرن الماضي إنه سيمتد من فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا إلى لشبونة في أقصى غرب القارة الأوروبية. تلك الأكذوبة كلّفت الاتحاد السوفياتي وجوده، وحرمته من وسادة الأمان؛ معاهدة حلف وارسو.

من هنا، يمكن تقييم زيارة الرئيس الكوبي إلى روسيا على أنّها رمزية في الدرجة الأولى، لأنها تظهر استعداد عدد من الدول لمواصلة التواصل مع روسيا، إحياءً لإرث الماضي الذي اتسم بالتضامن والعمل المشترك، لا بل الاستعداد لخوص حرب نووية (أزمة الكاريبي) دفاعاً عن الحليف.

الزيارة لها معنى رمزي، لأنها دليل على أنَّ هناك قادة يريدون إجراء حوار مع روسيا. وبينما يرفض البعض القيام بذلك، تظهر كوبا أنها جاهزة للحوار. جزيرة الحرية لديها هيبة وسمعة طيبة في أميركا اللاتينية، على الرغم من أن النظام الاجتماعي - السياسي فيها لا يحلو لكثيرين، ولديها أيضاً بعض النفوذ في الشؤون الدولية، وبالتالي فإن موقف هافانا هو علامة جلية على أنَّ هناك دولاً تبدي استعداداً لإجراء حوار مع الاتحاد الروسي.

وللتّذكير، فقد صوّتت كوبا ضد قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي دانت روسيا لشنّها عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بما فيها القرار الذي دعا إلى إلزامها بدفع تعويضات لها. 

إلى جانب الرمزية الكبيرة لإزاحة الستار عن تمثال زعيم الثورة الكوبية الراحل فيديل كاسترو في العاصمة الروسية، سيناقش بوتين ودياز كانيل في موسكو قضايا التعاون الاقتصادي بين البلدين.

لدى البلدين بالفعل خبرة في التعاون في مجال إنتاج السيارات الروسية في كوبا على سبيل المثال، والاستكشافات الجيولوجية، والشراكة في مجال التعدين... لكن من غير المحتمل أن تكون هناك اختراقات جديدة في مجال التعاون العسكري، إذ من المستبعد أن تسترد روسيا قاعدة لوردس للإنذار المبكر من الهجمات الصاروخية، لكن موانئ جزيرة الحرية تبقى مفتوحة للسفن الحربية الروسية للتزوّد بالوقود والمؤن والصيانة.