عودي إلى رُشدك يا رشيدة!

حن لا نهاجم رشيدة بالجملة، ولكن في عقولنا عتب كبير، وفي قلوبنا امتعاضُ صادم لما قامت به مؤخراً ضد الجمهورية العربية السورية، والذي يستحق عميق الاستهجان وكبير الازدراء.

  • عضو الكونغرس الأميركي رشيدة طُليب.
    عضو الكونغرس الأميركي رشيدة طُليب.

لعضو الكونغرس الأميركي من أصول عربية -فلسطينية رشيدة طُليب الحق الكامل في حرية التعبير عن الرأي.

ولكن، وبما أنها تعمل في السياسة والشأن العام، وبما أنها تتطرق إلى القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية، فعلينا مراقبة ما تفعله للمحاسبة العامة، وبالتحديد في القضايا العربية.

ومن هذا المنطلق، فنحن لا نهاجم رشيدة بالجملة، ولكن في عقولنا عتب كبير، وفي قلوبنا امتعاضُ صادم لما قامت به مؤخراً ضد الجمهورية العربية السورية، والذي يستحق عميق الاستهجان وكبير الازدراء.

يبدو أنه، وإرضاء لبعض الأسياد الصهيو-أميركيين، خرجت-بعد أن تم تضليلها-علينا اليوم بموقف مشين؛ إذ طالبت في الكونغرس ومن دون خجل أو ذكر للاحتلالات الخمسة التي تعاني منها الدولة السورية بمحاسبة الرئيس بشار الأسد عن مقتل نحو نصف مليون سوري!

هل استشرت يا رشيدة الفلسطينيين السوريين أو فصائل المقاومة الفلسطينية التي تقيم فيها؟

هل يُعقل يا رشيدة تجاهل الاحتلالين الإسرائيلي والأميركي لكل من فلسطين وسوريا، والتهجم على نبض العروبة والصمود الشامي بعد نحو 13 عاماً من العدوان الإجرامي الناتوي والحصار السياسي والعقوبات الاقتصادية غير الشرعية عليها، والتي نسعى في المحاكم لإلغائها؟

إما أن رشيدة تجهل مؤامرات السياسة الأميركية، وذلك لأنها مبتدئة كسياسية، أو تم تضليلها، أو أنها خضعت لضغط من إحدى شركات اللوبي التي تعمل لصالح مشيخة قطر، وبالتالي الأجندة الصهيو-قطرية.

فلم يبقَ في العالم العربي إلا الدوحة التي كانت وما زالت تموّل أجندة الإرهاب والدمار في سوريا، والتي لولا تعاقدها مع جرائم الصهيو-عثماني إردوغان (صاحب أكبر سفارة وتبادل تجاري في تل -أبيب) لما وصل الدمار والقتل والنهب في سوريا إلى ما هو عليه اليوم. ولما كانت تُزهق أرواح السوريين، وكل ذلك لتفتيت العالم العربي (سوريا بعد العراق) بما في ذلك السيطرة على سوق الغاز في مناطق عديدة في العالم (تطويع الجيو-اقتصادي الجيو سياسي).

من تخدمين في هذه المبادرة في هذه الحُقبة المصيرية التي يرتكب فيها الحلف الاستعماري الصهيو -أميركي جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في فلسطين؟