تداعيات العمليات الفلسطينية على كيان العدو

تظهر هذه العمليات الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، إذ إن العمليات التي تقوم بها المقاومة من خلال المشتبك المنفرد تساهم في إظهار فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

  • تظهر هذه العمليات الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي
    تظهر هذه العمليات الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي

تتصاعد عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار في فلسطين المحتلة، ما يترك تأثيراً كبيراً في مستويات عدة في كيان العدو، تتوزع بين المستويات الأمنية والاستخباراتية والسياسية والاقتصادية، وصولاً إلى التأثير في الرأي العام الإسرائيلي، وفي مجمل المشهد في الجبهة الداخلية لكيان العدو.

لا شكَّ في أن أهم نتيجة لهذه العمليات التي تضرب عمق كيان العدو المؤقت هي انعكاساتها الأمنية عليه، وجعله غير مستقر، وبالتالي انعكاسها على بيئته الداخلية، وجعلها تعيش بخوف دائم، والتفكير ملياً قبل الخروج إلى الطرقات، وخصوصاً أن هذا الكيان هو كيان أمني، أي أن الثبات الأمني فيه هو شرط واجب لا يمكن أن يستمر من دونه، وهو ما يظهر هشاشته، وبالتالي إن أي عمليات أمنية تؤثر في مجمل المشهد في الكيان، وفي شتى المستويات.

وتظهر هذه العمليات الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، إذ إن العمليات التي تقوم بها المقاومة من خلال المشتبك المنفرد تساهم في إظهار فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وخصوصاً جهاز الأمن العام الإسرائيلي أو ما يعرف بـ"الشاباك"، وتثبت عدم قدرته على مواكبتها والقيام بخطوات استباقية لمنعها. والأكثر من ذلك أن الأفراد والفصائل يملكون القدرة على تخطي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للقيام بعمليات استشهادية ناجحة ومؤذية للكيان الإسرائيلي.

وكما تنعكس هذه العمليات على المستويين الأمني والاستخباراتي، فإنها تنعكس على المستوى السياسي في الكيان، إذ إنها، وخصوصاً تلك التي يسقط فيها قتلى، كما حصل في الخضيرة وبئر السبع و"بني براك"، تجعل قادة العدو في حالة من الإرباك لامتصاص هذه التداعيات والتأثيرات والتبعات وتخفيف القلق الداخلي، فضلاً عن أنها ستزيد عدم الثقة لدى البيئة الإسرائيلية الداخلية، وكذلك لدى المجتمع الدولي، وبالتالي تتحمل قيادة العدو مسؤولية منع حصولها وتصاعدها بشكل دائم، وبالتالي انعكاسها على أمن الكيان واستقراره.

أما المستوى الآخر الذي تنعكس التداعيات عليه، فهو المستوى الاقتصادي، إذ إن الأمن والاقتصاد عنصران أو مستويان متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، بمعنى أن وجود الأمن والاستقرار يساعد على التفاعل الاقتصادي والاستثمار، وبالتالي إنّ زعزعة أمن الكيان بشكل دائم عبر هذه العمليات تؤدي إلى تراجع الاستثمارات الاقتصادية، والتخفيف من حجم العملية الاقتصادية في الكيان، من خلال خوف المستثمرين الكبار والصغار، وكذلك خوف الزبائن من التردد إلى المتاجر، وكذلك تراجع السياحة، نتيجة خوف السياح من الذهاب إلى الكيان، وهو ما يؤثر في مجمل العملية الاقتصادية.

كل ذلك سيجعل هذه العمليات تؤثر بشكل مباشر في الرأي العام الإسرائيلي، وخصوصاً أن الرأي العام في الكيان المؤقت له تأثيره في مجمل المشهد السياسي والاقتصادي، وبالتالي هذه العمليات تؤدي إلى تأثر الرأي العام في الكيان، وجعل المستوطن الإسرائيلي يشعر بأنه غير آمن.

وبناءً عليه، سينعكس ذلك على رأيه في القيادة الإسرائيلية ووصفها بـ"الفاشلة" على المستويين الأمني والسياسي، وهو ما يؤثر في صوته الانتخابي، وكذلك سينعكس على رأيه في العملية الاقتصادية والسياسية في الكيان، وهو ما سيجعله أيضاً يخاف من الدخول في أي مشروع استثماري.

كذلك، ينعكس تعقّد المشهد الأمني على وجود المستوطنين في فلسطين المحتلة، ما يجعلهم يفكرون في أصل وجودهم فيها، ولو حصل ذلك بشكل منفرد، ولم يكن جمعياً، وبالتالي هذا الأمر سيجعل بعضهم يفكر في مغادرة الكيان، فكيان العدو قائم منذ تأسيسه في فلسطين المحتلة على الهجرة والاستجلاب، وبالتالي إن هذه العمليات التي تجعل الكيان غير آمن وغير مستقر ستساهم في زيادة سيناريو الهجرة العكسية بسبب تراجع الأمن الإسرائيلي، وستشكل هذه العمليات وتصاعدها باستمرار عاملاً فاعلاً في زيادة هذه الهجرة من داخل الكيان.