القائد الحوثي صوت الأمل والتغيير في عالم النضال الإنساني
قائد يعيد للأمة أملها في امتلاك قيادة قوية. ويعزّز الروح الجماعية من خلال تمجيده للأثر العميق الذي يمكن أن يحدثه الشخص الواحد على مسار التاريخ إذا ما أسهم في رحلة الكفاح نحو الحرية والعدالة والكرامة.
في عالم النضال الإنساني، حيث يسود الظلم وتكثر الشدائد، هناك فئة نادرة من القادة الذين يمتلكون القدرة على التأثير في الناس وإشعال نيران التغيير في قلوبهم. فهم يبثّون ـ من خلال كلماتهم وأفعالهم ـ الحياة في أمةٍ تتوق إلى الحرية وكسر القيود التي تمّ تكبيلها بها من قبل أعدائها.
دعونا نتحدّث هنا عن أحد هؤلاء القادة العظماء، عن القائد اليمني السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. هذا القائد المميّز الذي ألقى خطاباً جريئاً اليوم، عرضتْه ـ على الهواء مباشرةً ـ أهم قنوات التلفزيون العربية والإسلامية، وصار محور اهتمام وسائل الإعلام الدولية منذ انتهائه، وتشتعل وسائل التواصل الاجتماعي بترديد صدى كلماته المؤثّرة الصادقة الشجاعة. فببلاغته ووضوحه مسّ وتراً حسّاساً عميقاً في قلوب أبناء الأمة عامة، وأبناء الشعبين اليمني والفلسطيني خاصة، فقد لبّتْ كلماته تطلّعاتهم الجماعية وغذَّتْ صمود روحهم المعنوية، وأصبحت صرخته الشهيرة ـ التي ردّدها خلال الخطاب ـ تحشيداً كاملاً لتمكينهم من الوقوف بقوةٍ ضد القمع الإسرائيلي والتسلّط الأميركي.
لقد مضى هذا القائد في رحلة شاقة نحو الحرية، قادتْه اليوم إلى نيل شرف قيادة الدفاع عن فلسطين وإلهام أحرار الأمة. فمن البدايات المحدودة والاستضعاف إلى موقع التمكين والقوة تغلّب على عقبات لا حصر لها، وشق طريقاً لشعبه نحو الحرية بثبات وصبر فوق الاحتمال.
لقد شهد الصراعات المؤلمة، وفقدان الأحبة، وعانى الحروب والحصار، ومع ذلك، فقد رفض السماح للخوف بأن يملي عليه أفعاله أو يثبّط معنويته.
لقد فهم عمق الخوف الذي يسود الأمة، فأدرك أن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل هي امتلاك الجرأة على تجاوزه. لقد فهم قوة الشجاعة والتحرّك العملي بمرونة وجدية في مواجهة الشدائد، فغرس ـ من خلال خطاباته وكلماته ـ إحساساً متجدّداً بالثبات في قلوب أبناء الشعب اليمني، مذكّراً إياهم دائماً بقوتهم الكامنة في الصمود والتغلّب على الخوف. وهو اليوم يفعل الأمر ذاته مع الشعب الفلسطيني بكلماته ودعواته ونداءاته التي يوجّهها إليه.
ومثلما أصبح قائدنا قوةً موحِّدةً لشعبه ضد مشاريع التفتيت، ها هو اليوم يسعى إلى توحيد الأمة المجزّأة، فيدعو دولها وشعوبها إلى تجاوز الانقسامات وتعزيز الوحدة فيما بينها. إنه ينجح اليوم في سد الثغرات وتلحيم الانقسامات وإيجاد جبهة موحّدة في مواجهة أعداء الأمة.
لقد سطع بدراً في أحلك الأوقات التي تمر بها الأمة، وأشعل ـ بكلماته وأفعاله وشعاره ـ شرارة الأمل في قلوب أبنائها ولا سيما أبناء الشعب الفلسطيني، وعزّز الإيمان بمستقبل تكون فيه العدالة والكرامة والحرية لهم حقائق ملموسةً، بما يحفّز الجميع على المثابرة والمساهمة في النضال الجماعي ضد "إسرائيل" وأميركا.
إنه يمنح الأمة القوة التحويلية التي افتقدتْها طوال عقود. القوة التي تحتاجها لتتحدّى الصعاب في السعي لتحقيق العدالة والتحرير، ولتتجاوز الحدود السياسية والاجتماعية والدينية.
إنه يرسم للأمة خارطة طريق انتصارها من خلال نموذج الصمود الحيوي الذي يقدّمه، المملوء بالثقافة القرآنية والشجاعة والمرونة والوحدة والأمل. يقول لها، دعونا نبدأ كفاحاً جماعياً ونسطّر قصة انتصارنا الكبير التي سيتردّد صداها عبر التاريخ.
إنه قائد يناشد أبناء أمته للارتفاع فوق الخوف، ووضْع الخلافات جانباً، والإيمان بإمكانية تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً.
إنه قائد يعيد للأمة أملها في امتلاك قيادة قوية. ويعزّز الروح الجماعية من خلال تمجيده للأثر العميق الذي يمكن أن يحدثه الشخص الواحد على مسار التاريخ إذا ما أسهم في رحلة الكفاح نحو الحرية والعدالة والكرامة.
أمّا مهارته الخطابية فلكأنّها قد صقلت إلى حد الكمال، فجذب الانتباه وأثار المشاعر في كل جزء من كلمته. إن إيقاع صوته والعاطفة في إلقائه قد أكّدا صدقه وعمق قناعته، فكيف لا يأسر الجماهير في كل مكان.
إنني على ثقة بأنّ تأثير خطاب قائدنا يمتد إلى ما هو أبعد من لحظة إلقائه. فكما يلهم قائدنا أبناء الأمة اليوم حين يذكّرهم بأهمية الشجاعة في مواجهة الشدائد، وبقيمة القوة التي تكمن في الوحدة، فإنه يلهم أجيالها الصاعدة القادمة، لتؤمن بأنه ـ حتى في أحلك الأوقات ـ يمكن للروح الإنسانية أن ترتقي وتنهض إلى الأعلى وتشق طريقاً نحو مستقبلٍ تنشده، تحقق فيه أعظم تطلعاتها.
فلتدوّن أيها التاريخ في صفحات المجد، أننا عشنا هذا الزمن الذي ظهر فيه هذا القائد الذي ـ ببطولته ومروءته ـ نقش اسمه في قلوب شعبه وأمته بشكل لا يمحى.
والحمد لله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي جعلنا من أنصاره وأنصار رسوله محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ومن أنصار هذا القائد الشجاع.