العمليات العسكرية الأخيرة: مفاجأة العدو وتكتيك المقاومة الحكيم

المعركة الآن في يد القيادة الحكيمة والقوية للمقاومة، وفي أيدي رجال الله الذين يقفون بثبات في الميدان. الصبر وتحمل الجراح هما مفاتيح هذا النصر.

  • المعركة الآن في يد القيادة الحكيمة والقوية للمقاومة.
    المعركة الآن في يد القيادة الحكيمة والقوية للمقاومة.

شهدنا بالأمس عملية عسكرية محورية أذهلت العدو وأحدثت صدمة في صفوفه، بينما لم تكن مفاجأة لنا كأمة. فالمقاومة أثبتت مرة أخرى قدرتها وحكمتها في إدارة الصراع. وعلى رغم كل التحديات، فإنها لا تزال تمسك زمام الأمور بحرفية ودراية.

هذه العمليات ليست مجرد ردود أفعال عشوائية، بل هي جزء من خطة استراتيجية مدروسة بعناية. الهدف منها ليس فقط الضغط على العدو، بل أيضاً جره إلى طاولة المفاوضات بشروط المقاومة.

إن هذه التحركات تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة، ورصد ميداني مستمر، وهي نتاج جهد متواصل من رجال المقاومة. وهذا ما يميز العمل المقاوم، فهو لا يقوم على العشوائية أو الاندفاع، بل على التخطيط والتنظيم، الأمر الذي يضمن تحقيق الأهداف المرجوة. أضف إلى ذلك تأكيد الربط المعلوماتي، إذ إن المقاومة استعادت بقوة القدرة على القيادة والسيطرة بين مختلف مكوناتها ووحداتها، من الرصد الميداني المستمر، إلى تشغيل الطائرات المسيرة بدقة، وضربات الصواريخ التي تربك القبة الحديدية، وصولاً إلى الجهد المتواصل عند الحدود.

هذا التكامل بين مختلف الأدوات والقدرات يجعل كل ضربة جزءاً من خطة شاملة تستهدف إضعاف العدو وإرباكه، في أكثر من جبهة. في هذا السياق، لا يمكن تجاهل الدور الذي تؤدّيه البيئة الشعبية الحاضنة للمقاومة. فالمعنويات العالية والدعم المستمر من الشعب هما العمود الفقري لصمود المقاتلين في الميدان.

وهذا الدعم لا يقتصر فقط على المساندة المادية أو اللوجستية، بل يمتد ليشمل أيضاً القناعة الراسخة بعدالة القضية وحق الشعوب في الدفاع عن أرضها وكرامتها. إن التفاف الجماهير حول المقاومة يبعث رسالة واضحة إلى العدو: إن هذه الأرض لها أهلها، وإن الاحتلال مهما طال أمده فسيواجه مقاومة لا تلين.

لكن، من الضروري الإشارة إلى أن هذه المعركة لمّا تنتهِ بعد. نحن أمام عدو مجرم قد يلجأ إلى تصعيد إضافي في الأيام المقبلة، وهو ما يتطلب استعداداً عالياً وصموداً أكبر. فمن يصرخ أولاً في هذا الصراع فهو من سيواجه الهزيمة الحقيقية. إننا نقاتل أقوى جيش في المنطقة، وهو مدعوم من الولايات المتحدة وأكبر حلف عسكري في العالم، الناتو. وبالتالي، فإن ما نواجهه ليس مجرد "دولة" أو جيش، بل نواجه تحالفاً دولياً بأسره.

التكتيك والتوقيت يؤديان دوراً أساسياً في هذه المعركة. لو استخدمت المقاومة كامل قوتها في الأيام الأولى من المواجهة، أو بعد استشهاد أحد قادتها الكبار، فربما كانت ستخسر عنصر المفاجأة وتتيح للعدو فرصة للرد بقوة. لكن ما يحدث الآن هو لعبة استراتيجية دقيقة، تعتمد على الضربات المحكمة في التوقيت الملائم لإبقاء العدو في حالة من الارتباك وعدم اليقين.

المعركة الآن في يد القيادة الحكيمة والقوية للمقاومة، وفي أيدي رجال الله الذين يقفون بثبات في الميدان. الصبر وتحمل الجراح هما مفاتيح هذا النصر. فكما وعدنا الله، "إن مع العسر يسراً"، و"إن نصر الله قريب". إن الأيام المقبلة قد تكون صعبة، لكنها تحمل في طياتها وعداً بنصر مؤكد؛ نصر يهز العدو ويؤكد صمودنا وقدرتنا على المواجهة حتى النهاية.