"إسرائيل الكبرى": الحلم التوراتي والمشروع الصهيوني الممتد من النيل إلى الفرات
هل يستطيع الكيان الغاصب إعلان "دولته الكبرى" كما يحلم؟ أم أن صمود الأمة، من خيبر إلى النيل، سيكون الجدار الأخير في وجه الشيطان؟
-
التوسع منذ النكبة: الحروب والخرائط المتبدّلة (أرشيف).
منذ تأسيسه عام 1948، لم يكن كيان الاحتلال الإسرائيلي مجرّد كيان سياسي داخل حدود فلسطين التاريخية، بل مشروع توسعي ممهور بنص توراتي، يسعى لفرض "إسرائيل الكبرى" الممتدة من نهر النيل غربًا إلى نهر الفرات شرقًا. هذا المشروع، الذي روّج له قادة صهاينة أمثال تيودور هرتزل ودافيد بن غوريون، وجد ترجمته الأوضح في خريطة "إسرائيل الكبرى" المعلّقة على جدران الكنيست منذ عقود.
التوسع منذ النكبة: الحروب والخرائط المتبدّلة
- 1948: نكبة فلسطين واحتلال إسرائيل لأراضٍ أوسع من قرار التقسيم الأممي، وتدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية.
- 1956: العدوان الثلاثي على مصر (فرنسا، بريطانيا، إسرائيل) ومحاولة السيطرة على قناة السويس وسيناء.
- 1967: نكسة حزيران، وسيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، القدس الشرقية، الجولان السوري، مزارع شبعا اللبنانية، قطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، وهي لحظة فارقة في توسيع رقعة "إسرائيل الجغرافية".
- 1973: حرب تشرين، حيث أعاد الجيش المصري والسوري الهيبة العسكرية ولو بشكل مؤقت، ما دفع إسرائيل لإعادة سيناء ضمن اتفاق كامب ديفيد عام 1979.
- 1982: اجتياح لبنان، ووصول الجيش الإسرائيلي إلى مشارف بيروت، واحتلاله الجنوب اللبناني حتى عام 2000 ، سبقه اعتداءات متكررة رغم اتفاق الهدنة عام 1949 , الا ان العدو الاسرائيلي نفذ الآلاف من الاعتداءات على لبنان كان ابرزها عملية كوموندوس على مطار بيروت الدولي وتدمير 13 طائرة مدنية لبنانية كانت متواجدة على المدرج .
- 1993 : عدوان اسرائيلي على لبنان.
- 1996: عدوان تموز ، سمي بعناقيد الغضب، حيث نفذ العدو العديد من المجازر منها مجزرتي قانا والمنصوري.
- 2000: تحرير لبنان بفضل عمليات المقاومة.
- 2006: حرب تموز بين لبنان وكيان الاحتلال، والتي شكلت أول كسر فعلي لهيبة الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان، وأوقفت تمدده شمالًا، حيث رسمت المقاومة اللبنانية قواعد اشتباك دامت حتى العام 2023، وتم تطبيق قرار اممي يحمل الرقم 1701 بعد مفاوضات شرسة خاضها دولة رئيس مجلس النواب ، رئيس حركة أمل نبيه بري ، وضع خلالها لمساته التي حمت لبنان و حافظت على تضحيات المقاومين و انجازاتهم.
الحروب المعاصرة: من غزة إلى لبنان وسوريا
- منذ 2008 حتى 2024: شنت إسرائيل أكثر من 6 حروب على قطاع غزة، أبرزها "الرصاص المصبوب"، و"الجرف الصامد"، و"سيف القدس"، بهدف كسر إرادة المقاومة الفلسطينية ومنع تشكّل كيان فلسطيني مستقل.
- 2023 – 2025: شنت إسرائيل عدوانًا مفتوحًا على غزة ولبنان وسوريا تحت عنوان "كسر جبهة المقاومة"، لكنها واجهت صمودًا غير مسبوق، خصوصًا من جبهة الجنوب اللبناني التي اشتعلت مجددًا بدعم من جميع فصائل المقاومة اللبنانية ، انتهت هذه الحرب بمفاوضات تاريخية خاضها عن لبنان والمقاومة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، وكانت النتيجة العودة الى تطبيق الاتفاق الاممي 1701.
- ضربات إسرائيلية مستمرة على مطار دمشق، مرفأ اللاذقية، ومواقع عسكرية سورية، في محاولة لمنع التموضع الإيراني وتعطيل الممر البري الممتد من طهران إلى بيروت
خريطة التوسع: سايكس بيكو المعدّل
تسعى "إسرائيل" اليوم، بدعم أمريكي واضح، إلى تعديل اتفاق سايكس-بيكو بما يضمن التالي:
- ضم الجولان المحتل رسميًا (اعترف به ترامب عام 2019).
- إقامة منطقة عازلة داخل جنوب لبنان.
- تقسيم سوريا والعراق إلى دويلات، أبرزها كيان كردي حليف لها في شمال العراق.
- إقامة نفوذ سياسي واقتصادي في السودان، المغرب، الإمارات، والبحرين، ضمن ما سُمي بـاتفاقيات إبراهام.
- تطبيع شامل مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وتحويل دول الطوق من "عدو" إلى "ضامن لأمن إسرائيل".
- الهدف: السيطرة على الموارد وتغيير الواقع الديمغرافي
- الغاز: السيطرة على حقول الغاز في شرق المتوسط (ليفياثان، تمار)، ومحاولة الاستحواذ على حقل قانا اللبناني.
- المياه: السيطرة على نهر الأردن، وحرمان الفلسطينيين من الحصص العادلة، ومحاولة التأثير على مياه الليطاني اللبنانية.
- الاقتصاد: بناء اقتصاد قوي مدعوم بتكنولوجيا متقدمة، ومؤخراً، شراكات مع دول عربية في مجالات الطاقة، الأمن السيبراني، والزراعة المتقدمة.
هل تنجح خطة "الشيطان"؟
في ظل ما تشهده المنطقة من تفكك، تظن إسرائيل أنها تقترب من تحقيق مشروعها التاريخي. لكن التجارب أثبتت أن إرادة الشعوب لا تُكسر بسهولة. لبنان، رغم الأزمات، لا يزال عصيًا على التطبيع. وغزة، رغم الحصار، تقف شامخة في وجه الغطرسة.
يبقى السؤال: هل يستطيع الكيان الغاصب إعلان "دولته الكبرى" كما يحلم؟ أم أن صمود الأمة، من خيبر إلى النيل، سيكون الجدار الأخير في وجه الشيطان؟